شعار الموقع
تقرير جامع الرسول الأعظم الليلة الثالثة من المحرم (تغطية مصورة)
admin 2011-11-29
عدد القراءات « 896 »

 

اللجنة الإعلامية
تصوير (عبدالواحد محفوظ)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم في عافية منا وارحمنا بهم يا كريم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على الخمسة أصحاب الكساء
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)
من خلال الآية القرآنية الكريمة تحدث سماحة الشيخ شاكر المعلم في الليلة الثالثة من المحرّم 1433 هـ عن «التذكرية والمدح والثناء لما»، مركّزًا حديثه في عدة محاور رئيسة، رتّبها كالتالي:
- مدح الإنسان لنفسه مذموم ومرفوض
- هل المد والثناء والتقدير والتشجيع للآخرين مفهوم ومرفوض.
- لماذا هذه الشهادات التقديرية والمدح.
- الشباب وكيف نشجعهم.
- تكريم الكفاءات.
وبدا حديثه وقال كثير من الأمور جعلها الله تكوينيًا وتشريعيًا وحياتيًا ضمن نظام إلهي متوازن. وهو ما يتم التعبير عنه بالاعتدال. الاعتدال في كل شيء حتى في مشي الإنسان، نومه، مطالعته وغيرها من الأمور. هنالك حدود للإنسان في الجانب الجسدي والمادي، في الجانب الروحي الروح تتألق وتخرج من عالم المادة فتسمو في عالم الروح وهي تتخذ مساحة أكبر من الجانب المادي عند الإنسان.
كذلك ركز سماحته على عنصر (التشجيع) من أهم العناصر المحفزة لجيل الشباب في وقت تتلاشى فيه مكانة أي دور للتوبيخ والإجبار، ومبدأ الاعتماد على التشجيع لتنمية الطاقات والمهارات والقدرات هي عملية أساسية يجب أن تواكب مسيرة الشاب من بداية نشأته إلى أن يكون رجلا يعتمد على نفسه في النوائب والشدائد، والتاريخ مليء بالقصص المتعلقة بتحفيز الشباب على العطاء، فهناك الكثير من النماذج والقصص التي تبرز مكانة وأهمية عنصر التشجيع في حياة كل شاب، فلا شك أن لكل إنسان موهبة معينة أو مجموعة من المواهب، لكنها تحتاج للاكتشاف أولا ثم استنهاض الهمم في إثرائها وإنمائها حتى تنضج، وبالتالي تكون عطاء وإبداعا يستفيد منه صاحبه ويفيد غيره.
فظاهرة التثبيط أو النقد اللاذع التي يتصف بها بعض الأفراد وبالذات المربون منهم يعتبر وأدا للطاقات في بدايتها، والنتيجة نشوء أجيال معاقة فكريا وذهنيا. ولا نغفل هنا أن عملية التشجيع لا تتعارض مطلقا مع توجيه النقد البناء الذي يساهم في صقل الموهبة والخروج بها إلى حيز الكمال.
وكان رسول الأمة محمد بن عبدالله قد امتدح أصحابه والثناء عليهم وهذا هو التشجيع الحقيقي لهم وكذلك استشهد برواية جابر الأنصاري في سلمان الفارسي وابا ذر والمقداد وعمار بن ياسر.
واختتم سماحه الشيخ بقصة عن التشجيع للشباب حيث ذكر قصة أكثر من رائعة وهي:
تبدأ القصة مع المعلمة (تومسون) التي كانت تدرس الأطفال بعض المواد. كل التلاميذ كانوا معقولين إلا طفلا واحدا أعياها أمره.. إنه تيدي ستيوارد.
كان يسرح بالنظر ولا يركز، كسولا خاملا منطويا معزولا، لا يعتني بملابسه وهندامه. أما علاماته في الصف فكانت دوما تأخذ بيد المعلمة تومسون وبخط عريض أحمر: راسب.
بقيت المدرسة متضايقة، وبقي تيدي يمشي من سيء إلى أسوأ في الصف.
حتى جاء ذلك اليوم الذي وقع تحت يد المعلمة سجل الطالب (القصة المدرسية)،
نظرت المعلمة وهي مصدومة لتاريخ الطفل ستيوارد، لقد كان رائعا في الصف الأول، وأفضل في الثاني، وممتاز في الثالث، شهد بهذا كل من علم الطفل تيدي.
ثم حصل الانعطاف في الصف الرابع مع بداية تعلمه على يد المدرسة طومسون، لقد نكس الطفل على رأسه بعد أن عانت أمه المرض طويلا ثم ماتت، ولم ينتبه له الأب ، وبذلك كانت صدمة الموت للطفل أكبر من التحمل فقرر الانسحاب من الحياة واللحاق بمن يحب.
انتبهت المعلمة طومسون للموضوع وخجلت من نفسها وبدأت تعتني بالطفل تيدي بشكل ملحوظ مع دلال خاص له.
لم تمض عدة أسابيع حتى أصبح تيدي طبيعيا، ولم ينته العام إلا وكان في قائمة أفضل الطلبة.. فرحت المعلمة وأمسكت دموعها وهي تسلمه شهادة النجاح بتفوق.
وفي عيد ميلادها تنافس الطلبة في إحضار الهدايا وما أحضره تيدي لم يعجب الأطفال كثيرا فقد لف الهدية بورقة سمجة من أوراق لف الأغراض في السوبر ماركت.
فتحت المعلمة الهدية كان فيها عقد من الأحجار المزيفة ناقصا واحدا. وزجاجة عطر مليئة للربع مما كانت تستعمله والدته.
أخذت المعلمة الهدية وأثنت عليه خيرا. انصرف الطلبة إلا هو ليقول لها أنت أفضل وأحب معلمة مرت علي في حياتي.
أمسكت المعلمة طومسون دموعها لأن هذه العبارة ستتكرر وفي كل مناسبة على مدى 20 عاما، وفي يوم جاءتها بطاقة دعوة لحضور حفل زفافه وتحتها كان الاسم مختلفا: الدكتور ثيودود إف ستيوارد!
حضرت الحفلة وقد لبست نفس عقد الأحجار المقلد نفسه ووضعت العطر نفسه الذي يذكره بوالدته! تعانقا طويلا وبكيا بحرارة، وقدمها لعروسته ويقول لها هذه أحب وأفضل معلمة في حياتي!
بكت المعلمة وقالت بل أنت معلمي وقائدي الروحي ولولا أنت لكنت في ظلام الروتين وتفاهة الحياة وجمود البرامج الميتة.. أنت من بعثت في الروح وبدلت حياتي يا أحب وأنجح طالب ومعلم في حياتي.
و)تيدي ستيوارد) هو الطبيب الشهير الذي لديه جناح باسم مركز "ستيوارد" لعلاج السرطان في مستشفى ميثوددست في ديس مونتيس ولاية أيوا في الولايات المتحدة، ويعد من أفضل مراكز العلاج ليس في الولاية نفسها وإنما على مستوى الولايات المتحدة.
إلى أن ختم حديثه قائلاً كيف الحسين"ع" يشجع الشباب ويمدحهم ويثني عليهم من كبير وصغير، إلى أن ختم المجلس بنعى الحسين بأبيات حسينية.

التغطية المصوره (1)