هل نربي اطفالنا من اجلنا ومن اجل الاخرين او من اجل انفسهم؟
هل هي تربية موقف أم تربية جوهر؟
هل يعتبر شجار الاخوة طبيعيا؟
هل للمناخ الاسري والقيم السائدة دور في تكرار معارك الابناء؟.
نرى في ابنائنا امتداد لحياتنا لذلك ننسخ لهم صورة نحن نقوم بتلوينها وتحميضهاوتكبيرها وعندما تخالف هوانا وتختلف عما رسمناه تحدث المشاكل ويسوء الفهم ونشعر بالخيبة.
متناسين انهم كيان مستقل عن الامام الصادق : «إن الله ليرحم الرجل لشدة حبه لولده» جوهر الحب هو محاولة الفهم والاستيعاب وهذا أقصى ما يريده الابناء
فلسان حالهم يقول
أريد أن يحبني الآخرون | حب متبادل |
أريد أن أحب نفسي أريد ان احب الآخرين أريد ان اكون أنا ولست الآخرين |
ذات مستقلة |
قال تعالى ﴿ وَ اعْلَموُا أنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾
نعم انها فتنة ولو طبقناها في جهة تحديد السلوك والتعامل فغالبية احكامنا واخذ قراراتنا تكون بين الفعل وردة الفعل والتي تكون نتائجها غير سليمة على مستوى الصحة النفسية للابناء لان تربيتنا معظمها تربية موقف وليس في صميمها تربية الجوهر.....
فكثيرا ما اسمع الشكوى من الام حيث تقول انها عصبية ولا تستطيع أن تتغير، متناسية انها المبرمج الاول للطفل ففي حديث الرسول «كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه» حيث أن المناخ الاسري أي العلاقة الاسرية في تعامل الآباء مع الابناء والابناء مع بعضهم البعض تتجلى سماته حسب الاجواء العائلية الموجودة فقد يكون هذا المناخ تنافسيا او تعاونيا.... مسالما او عدوانيا..... متسلطا او متساهلا فلا بد ان تتعرفي على مناخ اسرتك
وما يهمناهنا انه كيف نحول النزاع أو معارك الابناء الى تفاعل ايجابي يتعلم فيه الابناء مهارات عديدة من حل المشاكل _عملية التفاوض الناجحة - اخذ القرارات السليمة _ احترام وجهات النظر الاخرى - الاستماع الى الآخرين
شجار الاخوة عملية طبيعية اذا لم تتجاوز حدودها المعقولة ولم يستخدم فيها الايذاء الجسدي من ضرب مبرح واستخدام الادوات الحادة فهناك حكمة افريقية تقول «ان لم تكن قد تشاجرت مع أخيك من قبل فانتما لا تعرفان بعضكما البعض»
مواقفنا كآباء هي من تجعل تلك المعارك طبيعية أم مستمرة الى غير الحد الطبيعي
وأهم مانود التركيز عليه مشاعر الغضب التي تنتابنا «ان الغضب حمض يؤذي الوعاء الذي يحويه أكثر من ايذائه لاي شيء سيصب عليه» مهاتما غاند ي عندما تقع معركة بين الاخوة فنتدخل ونصدر الاحكام دون ان نعرف من المعتدي
تنقصنا مهارة ضبط الانفعالات الداخلية في مواقف الغضب، فلا بد أن نروض أنفسنا في تلك المواقف ومن ثم سنكون نموذجا للابناء... كثيرا من الآباء ليس لديهم وضوح عن الذات فيكون غضبهم اما لمعايير وقيم يؤمنون بها او هي اسقاطات على الابناء او هي تطبيق نظرية النقل للاجيال فكما تصرف ابي انا مثله.... قال تعالى: " والكاظمين الغيظ " جميعنا نغضب فهي مشاعر طبيعية ولكن ما نحتاجه هو كظم الغيظ أي أن نتمتع بوعي كامل لانفعلاتنا فتكون احكامنا نابعة من التفكير لا المشاعر المشتعلة حتى لا نؤذي انفسنا والآخرين وهناك طرق كثيرة لهذا الترويض: الابتعاد عن المكان، الجلوس ان كان واقفا أو العكس، الوضوء، الصلاة على محمد وآل محمد، والاستعاذة من الشيطان، عملية الانفصال من النفس الغاضبة والاتحاد بالنفس الساكنة وغيرها
ايضا من الضروري ان نعالج الهدف من العراك مثلما نرغب في علاج السلوك نفسه فهل يتعارك الاطفال لتحسين مكانتهم داخل الاسرة لان في اعتقادهم أن الفوز سيميزهم؟.... ام انهم يشعرون بالالم والانتقام؟.... ام يشعرون بمعاملة غير عادلة والعراك هو السبيل لتحقيق العدل؟
تذكري عزيزتي ان الاطفال مثل الكبار غالبا ما يحتاجون الى من يستمع اليهم اكثر مما يحتاجون الى حلول تفرض عليهم
فاتركي الفرصة أولاً لأطفالك ليقوموا بحلِّ مشكلاتهم، ولا تتدخلي إلا إذا طلبوا هم ذلك أو تطور الأمر إلى إيذاء أحدهما للآخر، فقد يفهمون الأمور أكثر منا،. وقولي لهم: انا على يقين انكم نستطيعون ان تحلوا مشكلتكم وشجِّعيهم على التفكير بحلول متعددة. واذا احتجتم المساعدة فسأكون في خدمتكم...!
وتوجد طرق وأساليب مبهرة في نتائجها تمتص غضب الابناء وتشنجاتهم وتساعدهم على ايجاد حلول مبتكرة فكرة المذيعة: تمد الام يدها وكانها تحمل ميكرفونا اذاعي امام اطفالها الذين يتعاركون وتقول انا مذيعة في قناة الاسرة السعيدة من منكم يريد التحدث؟ ولكن لنعطي جمهورنا ملخصا حول سبب ما يحدث هنا؟ وهو طبعا جمهور تخيلي وعندما يقول كل ابن روايته عن سبب العراك تعلق الام متجهة الى الجمهور التخيلي وتقول اعزائي لقد استمتعتم الى ما حدث هنا والان نلتقي غدا لنرى كيف يحل هؤلاء الاطفال الاذكياء هذه المشكلة؟
وليكتسبوا مهارات في التفاوض وحل المشكلات لابد ان نظهر ثقتنا في حلهم لخلافاتهم بأنفسهم عندما يتشاجرا الابناء على لعبة play station ما عليكي الا أخذ الجهاز وقولي لهم ارى أن تضعوا لكم خطة تتفقوا عليها بدون ان يحصل النزاع على من يستخدمها اولا وعندما تصلوا الى الحل ستجدونها في متناول يدكم.... واذا لاحظت ان ان الامور استتبت وفعلا حددوا الادوار لكن بعد يومين حصل النزاع مرة اخرى اسحبي الجهاز وقولي لهم ارى ان الخطة التي وضعتموها بها خلل لابد من مراجعتها مرة اخرى
وراء كل سلوك محرك: هذا المحرك هو المعتقد ونحن عادة نهتم بالسلوك دون المعتقد فلا بد من الاهتمام بالاثنين معا.. اننا جميعا نحب ان نشعر بالتميز والخصوصية والطفل يبحث عنها في مكانته بين والديه فإذا لم يجدها يترجمها بسلوكيات غير سوية ونعتبرها اسباب خفية والتي تكون في الانتباه المفرط او الرغبة في الانتقام او الاحساس بالنقص الاستسلام او الانسحاب او سوء توجيه الطاقة..... معرفة معتقدات ابنائنا تحل لنا كثيرا من المشاكل ومنها حالة الشجار
ومن الامور الهامة في الاسرة عقد اجتماعات اسرية شهرية لمناقشة الشكاوى والمقترحات واعطاء الاراء فيما يحدث لذلك دعي اطفالك يشاركون بافكارهم حول سبب تعارك الاطفال والبدائل عن ذلك