شعار الموقع
كيف حافظ الإمام الصادق على الكيان
الشيخ شاكر صالح المعلم 2011-07-21
عدد القراءات « 548 »

قال الإمام الصادق: "كونوا لنا زينا ولا تكونا لنا شينا حببونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم، وجروا إلينا كل مودة وأدفعوا عن كل شر"
ضرورة أن نظهر أمام الناس أجمع على أفضل وأحسن حال في كل مجالات الحياة الاجتماعية. الأخلاقية – العلمية – الثقافية والسياسية والفكرية وغيرها لماذا لأننا لا نمثل أنفسنا وإنما بما أننا ننتسب إلى أهل البيت (ع) فسمع هذه الرواية فلذلك تحسب جميع أفعالنا.
قال الطبرسي في أعلام الورى قال الشقران مولى رسول الله (ص) أخرج العطاء أيام أبي جعفر ومالي شفيع فبقيت على الباب متحيرة وإذا أنا بجعفر الصادق فقمت عليه فقلت له: جعلني الله فداك أنا مولاك الشقران فرحب بي وذكرت له حاجتي فنزل ودخل وأخرج عطاني من كمه فصبة في كمي ثم قال: يا شقران أن الحسن من كل أحد حسن وأنه منك أحسن لمكانك منا وإن القبيح من كل أحد قبيح وإنه منك أقبح.
وعلى صاحب الكتاب قال أو عظة على جهة التعريض لأنه كان مناقب آل أبي طالب /ج3 ص362.
فعلى هذا فإننا لا نمثل أنفسنا في التعاملات وإنما ننتسب إلى أهل البيت عليهم السلام وبأي طريقة يمثلهم في كل تعاملاته وتصرفاته بهذه الكيفية أراد الإمام الصادق عليه السلام أن يعلمنا الطريقة المثلى في التعامل مع الآخرين وخصوصا حينما نقرا قوله تعالى (قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) وقال تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
عمد إلى تربية أصحابة تربية أسلامية صحيحة سليمة وحاول بناء ذواتهم حتى ينطلق كل واحد منهم من ذاته أولا ثم إلى أهله ومجتمعه عن كثير بن علمه قال قلت لأبي عبدالله أوصني فقال (أوصيك بتقوى الله والورع والعبادة وطول السجود وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الجوار فبهذا جاءنا محمد (ص) صلوا في عشائركم وعودوا مرضاكم وحضروا جنائزكم.
الاتصال الروحي بالله، التعامل مع أبناء المجتمع، تقوية الروابط الاجتماعية وقول الصادق علية السلام : "كونوا لنا زينا ولا تكونا لنا شينا حببونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم" بماذا (بأفعالكم وأقوالكم ) "وجروا إلينا كل مودة وأدفعوا عنا كل شر" وفي حديث آخر قال "كونوا دعاة لنا بخير ألسنتكم – بمعنى أفعالكم أخلاقكم تعاملاتكم".
هذا من حيث أقواله وإرشاداته وتوصياته وتوجيهاته ولكنه هو على الصعيد الشخصي ما هي الخطوات التي قام بها من أجل الحفاظ على الكيان الشيعي وضمان استمراره (كيف حافظ على الكيان الشيعي )
الخطوات العملية للحفاظ على الكيان الشيعي :
أولا – راجع ما ذكر مسبقاً في هذا البحث
ثانيا – أتخذ العلم والتعليم والتثقيف لأصحابه وللناس بشكل عام لماذا لأن الناس أعداء ما جهلوا فإذا رأوا مذهبا أو فكرة أو منهجا ما لم يعلموا عنه شيء أو لم يعرفوا أقوال أصحاب الذهب أو أصحاب الفكرة فأنهم يحكمون عليها بعكس ما هو صحيح و ما هو حقيقة ولذلك يقول الإمام علي عليه السلام "تكلموا تعرقوا – هل أنتم على حق أم على باطل".
وما أضمر امرئ من شيء إلا و بان على قسمات وجهه أو فلقات لسانه فإن كان حقا فحق وإن كان باطلا فباطل بمعنى يعرف ويتبع أو يترك لذلك ترى أن أول ما أنزل من القرآن الكريم هو الأمر بالقراءة لماذا حتى لا يبقى الإنسان جاهلا فيعادي ما جهلة ولذلك ترى توصيات أئمة أهل البيت عليهم السلام لأصحابهم أن يعرفوا ويعلموا الناس بأحاديث وعلوم أهل البيت حتى لا يجهلوهم ويحكموا عليهم بجهلهم.
عن عبدالسلام بن صالح الهروي قال سمعت أبا الحسن على بن موسى الرضا يقول " رحم اللهُ عبداً أحيى أمرنا، فقلتُ له: كيف يُحيى أمرَكم؟ قال: يتَعَلّم عُلومَنا ويُعلِّمُها النّاس، فإنّ الناسَ لو علموا مَحاسنَ كلامنا لاتَّبعونا" ولذلك ترى الإمام الصادق عليه السلام أهتم اهتماما بليغا بالتعليم والتعلم وفتح تلك المدرسة بل الجامعة العلمية من مختلف المذاهب ومن بقاع العالم وأخذت عنه العلوم والمعارف في كل مجالات العلم
وهو بذلك يعلمهم ويثقفهم ويهديهم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فكأنه يقول لهم هذه علومنا او هذه أفكارنا وآرائنا فسمعوها إن كان فيها ما يخالف قول الله أو قول رسول الله (ص) وفي حديث يقول "حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين ....." قصته مع أبي جعفر المنصور حينما قال لأبي حنيفة أن يحض للإمام من المسائل العويصة ليحرجه بها (الإمام الصادق والمذاهب ج3 ص49-50).
في الحوار
قال له زنديق أخبرني عن قول الله تعالى (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) وقال في آخر السورة (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) بمعنى كأنما يريدان أن يقل أن هناك تناقض.
قال الإمام الصادق علية السلام أما قوله تعالى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) فإنما على النفقة وقوله تعالى (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ) في المودة / ج3 ص 64.
الأمر الثالث
الحوار مع الآخر لكسبه لا لتغيره أتخذ مبدأ الحوار مع الأطراف المناوئة والمخالفة حتى صار يعرف الأمام عليه السلام بهذه الصفة روى المفضل بن عمر قال كنت ذات يوم بعد العصر جالسا في الروضة بين القبر وهالمنبر – أي في مسجد الرسول (ص) – وأنا أفكر فيما خص الله به سيدنا محمد (ص) من الشرف والفضائل والمنزلة العظيمة إذ أقبل أبن أبي العوجاء فجلس بحيث اسمع كلامه فلما استقر له المجلس إذا رجل من أصحابه قد جاء فجلس إليه فتكلم أبن العوجاء فقال لقد بلغ صاحب هذا القبر العد بكماله وحاز الشرف بجميع خصاله ونال الحظوة في كل أحواله فقال له صاحبه أنه كان فيلسوفا أدعى المرتبة العظمى والمنزلة الكبرى.
ثم تطرق إلى مبدأ الخلق فقال أن ذلك باحمال لا صفة فيه ولا تقدير ولا خانع له ولا مدبر بل أشياء تتكون من ذاتها بلا مدبر وعلى هذا كانت الدنيا ولم تزل وما تزال قال المفضل فلم أملك نفسي غضبا وحنقة فقلت يا عدو الله ألحدت في دين الله وأنكرت الباري جل قدسه الذي خلقك في أحسن صورة ونقلك في أحوالك حتى بلغ بك إلى حيث انتهيت فلو تفكرت في نفسك وصدقك لطيف حسك لوجدت دلائل الربوبية وآثار الصنعة فيك قائمة وشواهد جل قدسه في خلقك واضحة وبراهينه لك لائحة فقال: يا هذا أن كنت من أهل من الكلام كلمناك فإن ثبتت لك حجة تبعناك وإن لم تكن منهم فلا كلام لك وإن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا يخاطبنا ولا بمثل دليلك يجادلنا ولقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت فما أفحش في خطابنا ولا تعدى في جوابنا وأنه الحكيم الرزين العاقل الرصين لا يعتريه خرق ولا طيش ولا نزق، يسمع عندنا وظننا أنا قد قطعناه أو حض حجتنا كلام يسير وخطاب قصير يلزمنا به الحجة ويقطع العذر ولا نستطيع بجوابه ردا فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابة (راجع القصة في قصص الأبرارص169 إلى ص172 )
هكذا كان يعرف عند القاصي والداني والمخالف والمؤلف قصة دخول أبو شاكر الديهاني وحواره معه.
الأمر الرابع
سعيه في فض المنازعات بين أصحابه راجع الإمام الصادق والمذاهب ج2 ص292 قال أبو الحنيفة وأسمه سعيد بن بيان أمر بنا المفضل بن عمل وأنا وختن لي نتشاجر في ميراث فوقف علينا ساعة ثم قال لنا تعالوا إلى المنزل فأتيناه و أصلح بيننا بأربعمائة درهم فدفعها إلينا حتى إذا أستوثق كل واحد منا صاحبه قال المفضل أما إها ليست من مالي ولكن أبا عبدالله الصادق أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله فهذا مال أبي عبدالله الصادق، وكان يتشدد على أصحابه المتشددين في معاملة المنحرفين عن الحق بأمرهم بأن يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة و يقول لهم "لأجعلن ذنوب سفهائكم على علمائكم ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون وما يدخل به الأذى علينا أن تأتون فتؤنبوه وتعذلوه و تقولوا له قولا بليغا ".