الزواج الميسر

( الجزء الأول - رقم 2- " ثمرات الزواج" )

1-  الزيادة في الرزق :

     يُحجمُ بعـض الناس عـن الـزواج خوفـاً من مسؤولياته وتبعاتـه المادية .. كتدبير السـكن والإنفاق ، بيـد أن الواقع هو خلاف هـذا التوهـم الذي ينمّ عن ضعف الإيمان ، وسـوء الظن بالله عز وجل .

       والصحيح أن الزواج يترك آثـاراً وضعيِّـة طيبة ، يلحظهـا المتـزوج بعد زواجه ، وقد نبِّهنا القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة يشكل صريح في

قوله تعالى : (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)) (1)

وقال النبي الأكرم (ص) ((اتخذوا الأهل فإنه أرزق لكم)) (2)

وقال "ص"  ((من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا)) (3)

وقال الإمام الصادق "ع" ((الرزق مع النساء والعيال)) (4)

وجاء رجل إلى رسول الله "ص" : تزوج . فتزوَّج ، فَوُسَّـع عليه (5)

         وعن النبي الأكرم "ص"  (( مـن ترك التزويج مخافـة العيلـة فقد أسـاء ظنه بالله ، إن الله عز و جل يقول :

(إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) (6)

      ويلاحـظ في هـذا السياق ، أن المتزوج يستشعر المسـؤولية ، وَيُجِـدُّفي تحملها وأدائها ، لأنـه أصبـح مسـؤولاً عن نفسـه وعن أهلـه في آن واحد ، فلهذا يسعى ويندفع إاى طلب الرزق تحقيقاً للحياة الكريمة ، ودرءاً للفقر و الفاقة ، فتقترن حركته بالبركـة والتوفيق ، لأنها تجسد استجابة حقيقية لسُنَّة الحياة ، قال تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) ، بخلاف الأعزب الذي يتلكأ في سلوك هذا الطريق ، لكونه يعيش همَّ نفسه دون غيره .

2-  الإنجاب والتناسل :

             عن علي "ع" قـال : (( تزوجوا فإن التزويج سُنَّة رســول الله "ص" فـإنه كـان يقول : من كان يحب أن يتَّـبع سُـنتي التزويج ، واطلبوا الولد فـإني مكثار بكم الأمم غداً )) (7)

             وروي عــن النبـي "ص" أنـه قـال : (( تَزَوَّجُـوا ف فـإني مكثار بكم الأمم غداً في الْقِيامَـةِ حَتَّـى إِنَّ السَّقطَ يَجِيءُ مُحْبَنْطِئاً عَلَـى بَابِ الْجَنَّة ، فَيَقـولُ : لاَ ؛  حَتَّى يَدْخُل أَ بَوَايَ الْجَنَّة قَبْلِي )) (8)

             وعن أبي جعفر "ع" قال : (( قال رسول الله "ص" مـايمنع المؤمـن أن يتخذ تُثقل الأرض بلا إله إلا الله ))(9)

             والإنجـاب (( هو الأصل الـذي لأجله وُضِعَ الزواج . والمقصود إبقاء النسـل ‘ وألاَّ يخلو العالم من جنـس الإنس ، وإنمـا خُلقت الشـهوة باعثاً له مسـتحثة ‘ والحكمة اقتضت ترتيب المسـببات على الأسـباب مع الاسـتغناء عنها ، إظهاراً للقدراة وإتماماً لعجائب الصنعة)) (10)

                الصدود عن الزواج ليس فضلاً :   

           قـد يتوهــم بعضنا أن الارتماء في أحضان العزوبية خير من الارتباط والاقتران بزوجة ‘ بزعم أن مـؤنة الأعراب أيسر وأقل ، وأنها حياة بلا التزام أي بلا مسـؤوليات مالية أو عائلية . ومنهم من يرى أن الزواج يكون عائقاً ومانعاً لتحقيق الطموحات الماديـة منها والمعنوية ، ومن دون الزواج يصفو الجو لأداء العبادة ، بعيـداً عـن ضوضاء الأهل وصخب الأطفال .

             والحقيقة أن الفضـل والبركة إنما تتحقق بالتزويج ‘ وبالمسـارعة إلى الا سْتِنَان بسُنَّة رسول الله "ص" فعنه "ص" (( النكاح سُـنَّتى فمن رغب عن سُـنَّتى ليس مني ))(11)

             رُويَ أن امرأة سألت أبا جعفر "ع" فقالت : ((أصلحـك الله ! إنـي مُتَبتَّلَة ، فقال لها : وما التَّبَتُّل عندك ؟ قالت : لا أريـد التزويج أبداً ، قال : وَلِمَ ؟ قالت : ألتمس في ذلك الفضــل ، فقال : انصرفي ؛ فلـو كان في ذلك فضل لكانت فاطمة "ع" أحق به منك ، إنه ليس أحـد يسبقها إلى الفضل )) (12)

            وعن النبي "ص" قال لرجل اسمه عَكَّـاف : (( ألك زوجة ؟ قال : لا يارسول الله ، قال "ص" ألك جارية ؟

قال : لا يارسول الله ، قال "ص"  أفأنت مُوْسِر ؟ قال نعم ، قـال "ص" : تزوج وإلاَّ فأنت من المذنبين . وفي رواية :

وإلاَّ فأنت من رهبـان النصارى . وفي رواية : تزوج وإلا فأنت من إخوان الشياطين )) (13)

           ولقد ذمَّت تعاليم الشريعة العزوبة لمـا يترتب عليها من آثار سلبية ، ومفاسد عديدة يلحق ضررها بالنفس وبالمجموع : كالزنا و اللواط والسحاق واللجوء إلى العادة السرية وغير ذلك من المحرمات .

          وروي أن رسوا الله "ص" قال : (( أكثر أهل النار العزب )) (14)

          وروي في الكافي و الفقيه عن أبي عبد الله "ع" قال : قال رسول الله "ص" : إن أراذل موتاكم العزاب )) (15)

          وعن أبي عبدالله "ع" قال : (( جاءت امرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله "ص" فقالت : يا رسول الله ! إن عثمان يصوم النهار ويقوم الليل . فخرج رسول الله "ص" مغضباً يحمل نعليه حتـى جاء إلى عثمان فوجـده يصلى ، فانصرف عثمان حيـن رأى رسـول الله "ص" فقال له : يا عثمان ! لم يرسلني الله تعالى بالرهبانية ، ولكـن بعثني بالحنيفية السمحة ، أصوم وأصلي وألمس أهلي ، فمن أحب فطرتي فَلْيَسْـتَنَّ بسُنَّتي ، ومن سُنَّتي النكاح )) (16)

          وروي عنـه "ع" قال : (( نهـى رســول الله "ص" النساء أن يتبتلـن و يُعَطَّلـن أنفسـهن عـن الأزواج )) (17)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-   سورة النور ، الآية 32                      

2-   ميزان الحكمة ‘ ج4 ، ص 273

3-   ميزان الحكمة ‘ ج4 ، ص 273

4-   تفسير نور الثقلين ، ج3 ، ص 595

5-   الوسائل ، ج14 ، ص 25

6-   الوسائل ، ج14 ، ص 25

7-   8 – 9 الوسائل ، ج20 ، ص 15

8-   الوسائل ، ج20 ، ص 16

9-   الوسائل ، ج20 ، ص 16

10-   المشاكل الزوجية بين الطب والدين ، السيـد الجميلي .

11-   ميزان الحكمة ‘ ج4 ، ص 271

12-   ميزان الحكمة ‘ ج4 ، ص 271

13-   ميزان الحكمة ‘ ج4 ، ص 275

14-   15 - 16 – 17 الحدائق الناضرة، الشيخ يوسف البحراني، ج 23 ، ص 11 .