تسجيل الدخول
البحث المتقدم
 

   الاحتفال بمولد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام      إحياء ذكرى وفاة السيدة أم البنين عليها السلام      العادات المرهقة -2      العادات المرهقة      أخطاء شائعة      إحياء ذكرى استشهاد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام      العزوف عن الزواج -2      العزوف عن الزواج      عبق من سيرة كريمة أهل البيت عليها السلام      وبالوالدين إحساناً      مفهوم الإعتزال بين المدح والذم -2-      حفل المولد النبوي الشريف      عبق من سيرة الخاتم صلى الله عليه وآله      استشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام      خصال حياة القلوب   

المقالات
رؤى من اجل واقع أفضل ( الحلقة الأولى )
اللجنة الإعلامية | 2011-09-21| Hits [1106]

     

قراءة نقدية في الفكر المتشدِّد

   أجمعت الأديان السماوية على حرمة العنف ونبذ الإرهاب بكل أشـكاله وأنماطه ، ودعت إلى صون واحترام كيان الإنسان في جانبه المادي ، ممتلكاته وأمواله ، وفي جانبه المعنوي ، شخصيته واعتباره .

     وحرمة العنف تنبثق من تغايره مع أصول الفطرة الإنسانية التي فطرهـا الله وقوّمها على حبَّ الخير ونفع الغير ،  ولعدم تجانسـه والضمير الإنساني الذي يدعو إلى إفشاء الرحمة وإشاعة المودة في وسط الكيان البشري بتعدد مشاربة ومذاهبه ، وأيضًا لايتحدُّ مع تعاليم الشريعة الإسـلامية السمحاء التي تدعـو إلى الرفق والمحبة ، وتدفع نحو تأصيل قيم الاحترام والتقدير لدى الأفراد والمجتمعات لتقو أواصر الترابط والتلاحم .

     فالإسـلام يرى المسـلمين جميعًا بحكـم الأسرة الواحدة ، ويخاطبهــم جميعًـا بالإخوان والأخـوات ليس ذلـك في اللفظ والشعار بل في العمل والتعهدات المتماثلة أيضًا .

     وفي الرويـات الإسـلامية تأكيد على هذه المسـألة أيضًا ، ولاسـيما فيـما يخص الجوانب العمليـة ، ونحن هنا ، على سبيل المثال ، نورد بعضًا من تلك الأحاديث :

     __ ورد عن النبي (ص) أنه قال : (( المسـلم أخو المسـلم لايظلمه ولا يخذله ولا يسلمه )) .

     __ وعنه (ص) (( مثل الأخويـن مثل اليديـن تغسـل إحداهما الأخرى )) .

     __ وعن الإمام الصـادق (ع) : (( المؤمن أخو المؤمن كالجسـد الواحد إدا اشتـكى شـيئًا منه وجد ألم ذلك في سـائر جسده وأرواحهما من روح واحدة )) .

     __ وعنه أيضًـا (ع) : (( المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه )) (1)

     ومن جهة أخرى ، تنهى تعاليم الشريعـة نهيـاً مغلَّظًا عن كل آفـة تـؤدي إلى التفريـق والتشتيب أوتكـون سـبباً للتنافر والتباعد ، نورد النهي لئلا نقع في مغبات الآفات المدمّرة للكيان الآجتماعـي المترابط بربـاط الأخوة والمحبة ، وحيث إنها تصيّر المجتمع الواحد إلى شـيع وأجزاء متناثرة .. يسوده الاضطراب وتغلـب عليه الإحزان والأحقـاد .. قال تعـالى :

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) (2)

 

     فنهانـا ربنـا عزَّ وجــلَّ عـن مفـردات وعناويـن عديـدة مـن رذائل الأخـلاق وعلامات جليَّة من الانحطـاط النفسي والاخلاقي لكونها تشكّـل خطـرًا حقيقيًّا على وحدة وسـلامة البناء الاجتماعي المقدّس وتهديدًا سافرًا للأمن الاجتماعي ، وهذا خلاف ما أراده الإسلام ، فالإسلام يريد أن يحكم المجتمع أمن مطلق واستقرار تام ، لا أن يضرب بعضهم البعض الآخر .

إقـصاء الآخر :

     صورة أخرى من صـور العنف والإرهاب وهو طريق يسـلك بصاحبـه إلى الارتماء في دائرة العنف الجسـدي الذي هو إفراز سـلبي من إفـرازات الإقصاء ونفـي الآخـر ، ولا فرق في خطـورة الصورتـين من العنف ، فـإذا كان العنف الجسـدي يسـتهدف الأرواح والممتلكـات والأموال ، فـإن العنف المعنوي يسـتهدف الشـخصية والاعتبار ويجرَّ الإنسـان مـن كـل قيمة أقـرّها الإسـلام له .

     وتكـمن الخطورة البالغة في هذا المورد عندما يظن الإنسان _ بتزيين من الشـيطان _ أنه القمة في الالتزام وفي العلـم والعمل وسـائر الناس دونه ، وهكـذا تتسـع دائرة الأفكـار السلبية لتأخذ منحـىً آخر في الإقصاء والتسـقيط حتـى تتحـول إلى مواقف وأدوار يتحرك من خلالها العنف ، كـاللجوء إلى التكـفير وإلى بث ونشر الفتاوى التي من شـأنها أن تحرَّض على التصفية والإبادة الجسدية ، وتبدأ سهـام التخوين والتجريم منصبة على ساحة من يغايـروه في الرأي ويخالفوه في الموقف أو المذهب ، والأنكى من ذلك أن كل محاولات الإقصاء والتهميش والازدراء والتكـفير تكون باسـم الدين والعقيدة لا باسـم الفرد أو الفئة .

     إنَّ ادِّعـاء الأفضلية هـو تـوهـم نفسـىٌّ مجـرَّدٌ مـن العقل والمنطـق ، ذلك لأن منشـأ الفكرة انبثقت من إبليس ، فهـو أول مخلـوق أصَّل هـذه النظرية المقيتـة ( ادِّعاء الأفضليـة ) وثبَّتها في أذهـان الجهَّـال من أفراد الأمة ، قال تعـالى : { قَـالَ أَنَاْ خَـيْرٌ مَّنْهٌ خَلَقْتَنِـى مِـن نَّـارٍ وخَلَقْتَهُ مِـن طِينٍ } (3)  فـكـان إبليس يظن أنّ عنـصر النار أفضـل من عنصر الطين ، وهـو توهم زائف ، (( لأن الـتراب ليـس بأدنى من النار ، وإنما أفضـل منها بكثير ، لأن كـلَّ الحيات أصـلها من التراب )) (4)

     إذًا ، هـو تَوهُّـمٌ نابـعٌ من غروره وتكبره ، وهي رذائل كـانت سبباً حقيقيًّـا لسقوطه إلى درك الحضيض .

     إن هذا الشعار ( الشيطاني ) تبنَّته فئات في التاريخ الإنساني وزعمـوا أنهـم الأفضـل في الخلق ، فاليهـود ادّعوا أنهم شعب الله المختار ، وأنهم المقربون عنده ، ثـمّ تسـللت هـذه الفكـرة إلى ساحتنا الاسلامة ، واتسعت دوائرها ، فغدت من أكبر النكبات التى حاقـت بالفكـر وهي ظاهـرة التشـدد والتطـرف ، وهي الظاهرة التي تصطدم ومفردات القوانين الطبيعية والإنسـانية ، (( لأنهـا تعمل ضد قوانين الطبيعـة التي تقوم على التوازن ويقوم الكـون على التوازن ، فزيادة البوتاسـيوم أو نقصـه في الدم لحد الحرج تقود إلى توقف القلب بالاسترخاء أو الانقباض ، وزيادة النحـاس في الجسـم يقود إلى تشـمع الكبد بمرض ويلسـون ، والكهرباء جيدة عندما ترفع الثقل في المصاعد ، ولكنها قاتلة إدا نزلت من السماء على شـكل صاعقة ، وأفضل حالة للطاقة هي أن لا تجمـد ، والماء جيـد إذا حبس خلف السـد ، وهو مدمِّر إذا جـاء على شكل طوفان )) (5)

====================================================================== 

(1)  تفسير الأمثل ، لآية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ج/16 ص 497 .

 (2)  الحجرات 11 -- 12

 (3) ص 76 .

(4) تفسير الأمثل ، ج/14 ص 506 .

(5) فضيلة التسامح / لخالص جلبي جريدة الشرق الأوسط ، عدد 9197 .     

 

 

 
صورة عشوائية
 828
استبيان
 عزيزي المُصلي .. كم تقترح وقت كلمة الجمعة
15 دقيقة
 41.7%

41.7%

20 دقيقة
 58.3%

58.3%

30 دقيقة
 0.0%

0.0%

قائمة المراسلات
كي تكون على صلة بأخبار وجديد الموقع وكي تصلك نشرة الموقع .. سجل معنا

 الاسم:
 
 البريد الإلكتروني:
 


احصائيات

المتواجدون الآن: 1
زوار الموقع 1807583